احياء ذكرى غسان كنفاني في الرابطة الثقافية
بدعوة من الرابطة الثقافية و منتدى الحوار الوطني الديمقراطي وجمعية الوفاق الثقاقية اقيمت أمسية بعنوان “بالدم نكتب لفلسطين” نظّمها مجموعة من الشباب والشابات الجامعيّين على مسرح الرابطة الثقافية بحضور رئيس الرابطة الاستاذ رامز الفري، رئيس جمعية اللجان الاهلية الاستاذ سمير الحج، ممثل جمعية بناء الانسان الاستاذ هلال العبيد، د وليد الايوبي، ممثل حركة فتح الاستاذ عماد ناصر، ممثل جمعية الوفاق الثقافية الاستاذ خالد الحجة وحشد من الشخصيات الاجتماعية والطلابية والاعلامية.
بداية مع النشيد الوطني اللبناني ونشيد موطني من ثم قدّمت للأمسية الأديبة الواعدة جيسيكا بيطار فعبّرت بأسلوبها التعبيريّ عن معاناة المناضل الفلسطيني في سجون الإحتلال الإسرائيلي. من ثم تحدّث رئيس منتدى الحوار الوطني الديمقراطي الأستاذ عبدالله خالد فركّز على دور الشباب الجامعي في تعميق المطالب الوطنية والقومية مؤكدا أن الإنخراط بالعمل الوطني لا يعيق دراستهم بدليل أن كل الشباب الذين شاركوا هم من المتفوقين في علمهم ومن حملة الإجازة وتطرق إلى العلاقة التي كانت تربطه بالشهيد غسان كنفاني حين عملا معا في دار الصياد وشدّد على أهمية مشاركة الشباب بنبضهم في بناء الوطن والأمة وتحرير فلسطين خصوصا وأنهم بناة الغد الواعد. وتحدّثت الآنسة غزل خالد عن مآلات القضية الفلسطينية بين التطبيع والمقاومة فألقت الضوء على دور المثقف الحقيقيّ الملتحم بواقعه الذي لا يقبل أن تحتّل إرادته وعليه أن يكون الذاكرة الجماعية في وجدان الأمة وضميرها. كما وتناولت إيديولوجيا الصراع العربي الإسرائيلي بأوجهه الإقتصادية والإجتماعية والثقافية مركزة على التطبيع الثقافي الأخطر بينهم لأنه يشلّ ثقافة الإشتباك ويخلخل الإنتماء والهوية العربية وهو جزءٌ من الحرب الثقافية التي تسعى إلى ضرب العناصر المعنوية للشعب في صراع يستهدف إرادة المقاومة.
كما تحدّثت الآنسة انعام بكور فقالت : “غسان لا يُترجم،
هذه فلسفتي
ومن أراد أن يكتب عن غسان عليه أن يتنفس رائحة البارود أن يترصّد ظلال من غيّروا وجهتهم عن المنفى ليعيدوا إلى أرض البرتقال ضحكته
أن يتوسّد زند بندقية كما يتوسد زند امرأة” وشدّدت على أهمية أن نقرأ عن فلسطين قبل أن نتخذ من اسمها عنوانا لحملاتنا الثقافية والدينية وأنه لكي نجيد الرثاء لا بدّ من تحديد مواضع البكاء.
وتحدثت بدورها الآنسة جواهر سعد الدين فقالت : “كانت قبلتي قراءة غسان… وصلاتي خضوعٌ ببن ندباته الصامتة.. أما أثناء كتابتي عنه، فكنتُ حينها أكلم الله بلهجة فلسطينية” وكان لها قراءات في رواية عائد إلى حيفا استخلصت من خلالها إيمان غسان كنفاني أن العودة يجب أن تكون شريفة وعزيزة وليست مليئة بالذل فبالمقاومة وحدها يسترد الفلسطيني أرضه وكرامته.
وقد تخللت الأمسية إلقاء قصائد وطنية للشعراء رياض ملحم، محمد شحادة وموسى حمادة تحيي الإنتفاضة الفلسطينية وتشيد بالشهادة وتؤكد على الإستمرار بالنضال وصولا إلى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وغناء للآنسة كندة الأيوبي برفقة الفرقة الموسيقية بقيادة عازف العود أحمد ناجي.
وقد ختم الأمسية الكاتب الفلسطيني وائل فرغاوي الذي تحدّث عن الشهيد الفلسطيني باسل الأعرج فقال: “باسل عرّى عجزنا وجعله واضحاً، فأدركنا اليوم أن كل الكلمات والشعارات والقصائد والأفعال هي طلاسم ما لم تأتِ في سياق جدواها وفعاليتها تجاه التخلص من الاحتلال، وافصح حالات الجدوى والفعالية تأتي في الاّ نموت موتاً طبيعياً، بل أن نرزق الموت بسلاحنا كي نلقى أحبتنا ممن إختاروا القوة والسلاح طريقاً وحيداً للتحرير”. وقد شدّد على صفتين اجتمعتا في باسل الأعرج وهما “العشق والصدق”، هاتين الصفتين يجب أن يجتمعا في كلِّ مناضل فلسطيني مؤمنٍ في قضيته. وقد بيّن التشابك بين المناضل غسان كنفاني والشهيد الفلسطيني باسل الأعرج من خلال التشابه بين هذا الأخير وسعد في رواية أم سعد.